يشتمل على إرجاعات ببليوجرافية

التطرف ظاهرة اجتماعية توجد جذورها في ثقافية المجتمع ، و لكنها تحتاج إلى بيئة حاضنة و ظروف مواتية لكي تتحول إلى خطاب و سلوكيات و أفعال . و هذا ما سنحاول تقصيه في هذا الكتاب ، فالتطرف الديني يعرف بأنه حالة من التزمت و الغلو في الحماس و التمسك الضيق الأفق بعقيدة أو فكرة دينية مما يؤدي إلى الاستخفاف بآراء و معتقدات الآخرين و محاربتها و الصراع ضدها و ضد الذين يحملونها ...
و يختلط التطرف كمفهوم مع مفاهيم أخرى ، مما جعل تعريفه أكثر صعوبة ، فهناك التعصب و التطرف و الإرهاب ، و هي جميعها ظواهر بينها قواسم مشتركة سواء من الناحية الفكرية أو السلوكية ، فبعضها يتغذي من البعض الآخر ، كما أن بعضها كظاهرة تعد مرحلة انتقالية تؤدي إلى الظاهرة ؛ فالذات المتعصبة قد تجنح لتصل إلى أقصى حالاتها في رؤيتها و مواقفها العدائية تجاه الآخر ـ فتخرج من دائرة الرؤية و الفكر إلى دائرة السلوك و الفعل ، و هما شرطان أساسيان لانتقال التعصب إلى حالة التطرف ، التي إذا ما اكتملت أركانها المعرفية و الوجدانية و السلوكية تقود إلى العنف المادي ، الذي يصبح بدوره أداة فعالة لخدمة أيه فكرة بما فيها الإرهاب ...