صدر كتاب "من قضايا العقاد الفكرية" للباحث محمد فتحى فرج. وفيه يتناول الكاتب، كما هو واضح في العنوان، القضايا التي كافح من أجلها العقاد ونذر لها حياته وأبحاثه. وفي هذا السياق، يقول المؤلف "من ليس له ماض فليس له حاضر، ومن ليس له حاضر فليس له مستقبل". لست أدري، على وجه اليقين، أين ومتى ولمن قرأت هذه العبارة أو إن شئت الدقة النص الذي يحمل معنى العبارة السابقة. ولكن على أية حال فإنها تحمل معنى جميلا وخطيرا في الوقت ذاته ؛ فهو يبين بشكل واضح وقاطع، أن نهر الحياة يجري فى التاريخ متواصلا بغير انقطاع لأنه إذا انقطع تدفقه، فقد يجف الزرع ويهلك الضرع، وفي هذا تهديد للإنسان نفسه، في حياته وبقائه فى ساحة الحياة، بل وفي صفحة الخلود". ويستطرد قائلا : "لهذا، فإن احتفاءنا بروّادنا هوـ في واقع الأمرـ احتفاء بمسيرة الحياة الثقافية والفكرية، والحفاظ على استمراريتها وارتقائها وتطورها طورًا تلو طور، في تواصل مستمر. ومن جهة أخرى فنحن ـ في واقع الأمرـ حينما نحتفى بروادنا الكبار أو نحتفل بهم ونتذكرهم، إنما نحتفي ونحتفل، ونتذكر أو نتذاكر منجزهم الإنساني الباقي. ونحاول أن نحافظ على الشعلة التى سلموها لنا مضيئة وقَّادة؛ لكي نسلّمهاـ بدورنا لمن يأتي بعدنا متوهجة مضيئة مشرقة