لا يزال طه حسين حيًا بيننا ، و سيظل بما حب و نشر في حياته الخصبة ، و بما ننشره بعد رحيله منذ أربعين عامًا ، و بما نقرؤه و نفسره ، و نستكشف مراميه و أبعاده . و بما نوافقه عليه و نتعلم منه أو نختلف معه و نتجاوزه .. لقد صار تراث العميد جزءًا أصيلاً من ثقافتنا العربية و من ضميرها .. و ستظل كتاباته ، نقدًا و إبداعًا و تاريخا عالما سحريًا يعج بالأفكار و الرؤى ، و يفيض بدروس الأدب و فنونه ، و يظهر مفاتن اللغة و طلاوتها . لقد لفت نظرنا ، في الهيئة المصرية العامة للكتاب ، أن هناك أكثر من عشرين كتابًا لعميد الأدب العربي " جمعت " مقالات كثيرة نشرها بالصحف و المجلات - عبر عقود عديدة ، لم تنل غير اهتمام الدارسين المعنيين بكل ما كتب . و التي تناولت قضايا فكرية و أدبية و ثقافية أكثر بكثير مما نشره فى مؤلفاته الشهيرة ، حيث طاف بها في آفاق النهضة و الحداثة و الاستنارة ، و تناولت موضوعات عن الدين و العلم . و الدولة المدنية ، و إصلاح التعليم و الأزهر ، و الهوية ، و تجديد التراث .. و ما أحوجنا اليوم لإعادة قراءة ما كتبه طه حسين ، و نحن نتطلع لبناء مصر جديدة جديرة بكل تقدم و رقى و رفعة ، لنسترشد به في طريقنا إلى المستقبل