كان عبد الرحمن الشرقاوى كاتبا صاحب موقف واضح و صريح مهما كلفه ذلك من تبعات ، كما كان يلتزم بالدفاع عن قضايا مصر الوطنية قدر التزامه بالدفاع عن قضايا وطنه العربي القومية أيضًا . و كأنه حين ترك مهنة المحاماة و احترف الأدب ، لم يترك ساحة الحجاج اللغوى ، لكنه ظل مدافعا بليغًا ليس لحساب أحد الموكلين ، بل لحساب قناعاته الشخصية و ليس أمام هيئة محكمة فى قاعة مغلقة فقط، بل أمام العالم كله في ساحة الفكر و الإبداع . و قد أبي عبد الرحمن الشرقاوى إلا أن يكون له السبق في کل ميدان إبداعى نزل فارسًا في ساحته ، و يكفينا مثالًا واحدًا فقط من كل جنس أدبى للدلالة على ذلك . ففى مجال الرواية هو صاحب رواية الأرض الخالدة (1954) بتصويرها النقدى لواقع الريف المصرى . و في مجال الشعر هو صاحب ديوان من أب مصرى إلى الرئيس ترومان (1951) بما يمثله من ريادة حقيقية فى مجال كتابة قصيدة التفعيلة . و في مجال القصة القصيرة نشر العديد منها بالصحف و المجلات بداية من عام (1943) و له أكثر من مجموعة قصصية . أما فى مجال المسرح الشعرى المعتمد على شعر التفعيلة ، فهو رائده الأول فى الوطن العربى بلا منازع ، و قد بدأه بمسرحية مأساة جميلة عام (1962).
و تشرف الهيئة المصرية العامة للكتاب بنشر مجموعة من أعماله الإبداعية في هذه السلسلة ، و هي تجمع بين الرواية و المجموعة القصصية و الديوان الشعري و الخواطر الحرة ؛ لتضع بذلك جزءًا مهما من تاريخ الأدب المصرى الحديث بين يدى القارئ