يقدم هذا الكتاب دراسة التشكيل الفضائي في الرواية العربية، متخذا من رواية رقصة الجديلة والنهر للمبدعة العراقية وفاء عبد الرزاق أنموذجا، عن طريق رؤية تيناها البحث وتتبعها تنظر إلى القضاء بوصفه بنية ثقافية واجتماعية وتاريخية ونظاماً من العلامات التي يمكن ترجمتها بشكل لا نهائي من الدلالات التي ظللت حالاته الإبداعية ورؤاها التي عن طريقها يقدم نص هذه الرواية ومادتها الحكائية قضية كبرى تعاني منها العراق والعالم العربي كله وإن شئت فقل العالم بأسره وهي مشكلة الإرهاب المنظم في صورة جماعات منظمة تقيم دولاً وتهدم أخرى . ولهذا تجلى القضاء الروائي بين الواقعية والفانتازية تجليا يعكس التكامل بينهما باعتبار - الفانتازيا وجها آخر من وجود الحليلة وكشف الواقع ومأساة الإنسان العربي المعاصر عامة والإنسان العراقي خاصة والله الدائم من الموت والقهر والرعب وحالات الحيرة والتشظي بين القيد والحرية والثابت والمتحول والمعرفة والجهل، وهو ما يعكس المشاركة والتفاعل بين الأدب ومستويات الحياة وسعيها اليومي والتمرد على المألوف والسائد. وجها لوجه مع إصرار المبدع على الحياة ومواجهة جورها وإرهاب بعض أهلها وظلمهم وانحرافهم السلوي وألوان حزبهم بالإبداع والوعي الجمعي. كما تتسع دلالة مفهوم القضاء في الرواية فتشمل الإيقاع المنظم للحوادث في المكان والزمان منا الزمكانية .. ولوجهات نظر الشخصيات فيها وقضاء الصفحة وهندستها وعتبات الرواية ليصبح القضاء بنية ثقافية تتشكل في النص وما وراء النص ونطانا من العلامات التي يمكن ترجمتها بشكل لا نهائي من الدلالات والرؤى.