ببليوجرافية : ص 179

أقدم هذا الكتاب كي يكون محرضا لهم على معاودة القراءة و البحث في الكتاب الكريم ؛ لإضافة الجديد إلى وجوه إعجازة ، و كان هذا هدف قراءتي و بحثي في هذا الكتاب المنزل من السماء ، و قد جاءت محاولتي القرائية متمثلة في استحضار مصطلح يظن الكثيرون أنه مصطلح وافد مع الحداثة النقدية لكن الحق أنه مصطلح تراثي أصيل هو مصطلح (الحوار) وقد التزمت مسلكا منهجيًا في قراءتي التحليلية في الكتاب الكريم ؛ إذ بدأت (بتحليل الحوارات السماوية) ، أي حوار الذات الإلهية مع بعض ساكني السماء الملائكة و آدم و حواء و إبليس ثم ثننيت بـ (الحوارات السماوية الأرضية) ، أي حوار الذات الإلهية مع بعض ساكني الأرض من الأنبياء و المرسلين ، و حوار الملائكة مع بعض ساكني الأرض ، مثل حوارها مع إبراهيم و لوط و زكريا و مريم عليهم السلام ، ثم كان المحور الثالث متابعًا للحوار الأرضي) ، و هو الحوار الذي دار بين الأنبياء و المرسلين ، كحوار إبراهيم مع ابنه إسماعيل ، و حوار موسى مع أخيه هارون عليهم السلام ، ثم حوار الأنبياء و المرسلين مع أقوامهم ممن آمنوا بهم أو من الكفار. ثم أتبعت هذه المحاور برصد أسلوب الحوار و مكوناته البلاغية ، ثم خصصت بعض المحاور الحوارية في بعض القضايا القرآنية بالتحليل ، مثل قضية (الموت و البعث)، و بعض القضايا الحياتية مثل (الزواج و الطلاق) و (الميراث) ، ثم ختمت قراءتي بربط الحوار بالحجاج بكل أدواته الصياغية و البلاغية و المنطقية