العلم و القيم الأخلاقية : رؤية معاضرة /
د. حسين علي
- القاهرة : الهيئة المصرية العامة للكتاب ، 2021
- 141 صفحة ؛ 24 سم
ببليوجرافية : ص ص 107 - 112
إن المفارقة الكبرى لعصرنا تتمثل في أننا استخدمنا العلم والتكنولوجيا لتحقيق المزيد من السيطرة على الطبيعة ، حتى وصل بنا الأمر إلى أن أصبحنا على شفا تدمير ما حققناه من مكاسب بالوسائل ذاتها التي حققنا بها هذه السيطرة . لقد دفعت هذه المفارقة الكثيرين للنظر إلى العلم بوصفه مشكلة وليس حلا لمشكلات . فهناك مخاوف مبعثها الأخطار التي تهدد الحياة البشرية على وجه الأرض ، والتي قد يسببها العلم بقصد أو دون قصد . هذه هي المعضلة الكبرى لعصرنا : كيف يمكننا الاستمتاع بالمنافع التي نجنيها من التقدم العلمي والتكنولوجي ونتجنب في الوقت نفسه الدمار الذي يمكن أن يلحق بنا وبما نملك من أشياء نحبها ونعتز بها ؟ وهل واكب هذا التطور العلمي الضخم تطورا مماثلا على صعيد الأخلاق ؟ وهل يمكن أن يكون هناك بالفعل علم مفيد لا يأخذ في اعتباره أبعادا إنسانية أو أخلاقية مهمة ؟ إذ ما فائدة علم لا يجد طريقه إلى التطبيق لأجل إسعاد أو تخفيف معاناة البشر ؟ وهل كان لكثير من المخاطر والمآسي أن تحدث لولا أن كثيرا من العلماء حصروا أنشطتهم في النتائج العملية للعلم دون اعتبار لأية أبعاد أخلاقية أو إنسائية ؟ يناقش كتابنا مثل هذه التساؤلات وغيرها بغية الوصول إلى مبادئ أخلاقية عامة ، ترشد العلم والعلماء ويهتدي بهديها القراء