ينطلق هذا الكتاب من تحديد الخطوط العريضة لنظرية مصرية فيما كان يسمى بـ" القيم " ، و ذلك تحت عنوان " نظرية المقدرات " ، أي أمور هى موضع تقدير عام عند بني الإنسان ، و ما ذلك إلا لأن الجمال هو " غاية "، و هو أيضا " مُقدّر . و لكن " الجمال " إنما هو تصور ذهنی ، فهو مجرد بالتالي ، بينما ما نقابله فعليًّا فى الحياة هو " الجميل " ، و لذلك فإن من أهم خواص هذا الكتاب هو أنه يتحدث عن الجمال تمهيدا للحديث المفصل عن " الجميل " ، أى إنه ينقل مركز الاهتمام من الجمال إلى الجميل المتعين . و الكتاب يتبع طرقًا جديدة في تناول هذين المفهومين، و ينشئ مصطلحًا جديدًا بالعربية ، و يحاول الإحاطة بالموضوعين من شتى الجوانب المتصورة ، و من أهمها موقف " الإدراك الجمالي " . و من سمات هذا الكتاب أيضًا أنه يتناول موضوعاته بالنظر إلها فى ذاتها و مباشرة دون المرور على المراجع الأجنبية ليحاول تحقيق مطلب الاستقلال فى الرؤية . و في المقابل ، فإنه يأتى بأمثلة من شتى الثقافات ، و يشير إلى آراء بعض الاتجاهات الفكرية البارزة أيا كان انتماؤها الثقافى و خصوصا تلك التي ظهرت حول حوض البحر المتوسط . إنه كتاب لا يتجه إلى الدارس و حسب ، بل و كذلك إلى الشخص الذي يريد أن يُكوّن لنفسه فكرته الخاصة عن " الجميل " تمهيدًا لإثراء تجربته الخاصة عند " التقدير الجمالي "